الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة ما كلّ هذا الغرور يا شتالي...؟

نشر في  14 ماي 2014  (11:42)

قد يبدو من المغالاة أن يتمّ الحديث عن أعلام كرة القدم التونسية ومراجعها دون التطرق الى اسم المدرب عبد المجيد الشتالي، فهذا الأخير سيظل مقترنا بنجاح منتخب نسور قرطاج في المشاركة التاريخية منذ 36 سنة في مونديال الأرجنتين حين قاد المنتخب الى تحقيق أول فوز عربي وافريقي بطعم عالمي..ونجح بذلك في تكوين حجر الأساس لمنتخب صعب المراس فيه ما فيه من المواهب كطارق وتميم وغميض والمرحوم عقيد وغيرهم..
بعد كل هذه التوطئة التي نتمنى أن نكون قد أوفينا فيها حقّ الرجل، لا بدّ من اعادته الى حجمه الطبيعي بعد تعاليه المفرط وتخيلاته التي أوحت له أنه أسطورة يجب الامتنان لها صباحا مساء واسدائها كل آيات الشكر ان "تكرّم" بمنح هذا الصحفي أو ذاك تصريحا يتضمن قليلا من لغو الكلام..
دون اطالة، نشرح لكم ما جرى مع الشتالي، فحين اتصلنا به لمعرفة رأيه ضمن عمل صحفي كنا بصدد انجازه، فوجئنا بفتور في نبرة "مجدة" الذي أشهر كل اللاءات بالقول انه لن يتكلّم وليس مستعدا للتصريح عبر الهاتف، وحين سألناه عن الأسباب التي جعلته يحجب الثقة عن الاعلام وينتهج مثل هذا الجفاء خصوصا أن تاريخه ناصع مع الاعلام التونسي كما نعلم، أجابنا الأسطورة :"توّا ولات عندي خبرة في الخدمة ونعرفكم اش تحبوا ومانيش مستعد نتكلم بالتليفون وتقلبولي كلامي..وكان عندك مراسل هاتو.."، أجل بمثل هذه الفضاضة نطق الشتالي بعد صمت طويل وليته امتدّ حتى لا يتواصل هذا المدرب في صلفه الذي خيّل لنه ان الاعلام الرياضي سيجفّ عن الكلام والانتاج بعده، أو أنه سيفصّل بنوده (أي الاعلام) ومعاملاته وأخلاقياته على مقاس "سي عبد المجيد" الذي ننصحه بقليل من التواضع يعيده الى حجمه قبل المطالبة من لدنه ب"مراسل لا يأتي ما ظنّ به من تجاوزات"..فلولا الاعلام (محليا وخارجيا في شبكات البترو دولار) لما كان سيظهر من اختفى عن الواجهة منذ أربعة عقود وعاش على اطلال مونديال وظلّ يعرض أطروحاته الكروية من برج عاجي قد يتهاوى من فرط غرور الجالس فيه مزدانا بفاض من الكبرياء والتعالي... قليلا من التواضع.. 'فما ينفع الناس يمكث في الأرض فأما الزبد فيذهب جفاء"...

طارق العصادي